في عالم يسعى فيه الكثيرون لتنزيل الوزن, يبرز مساعد السكر الميتفورمين، كأحد الخيارات المثيرة للاهتمام. فبينما يُستخدم أساسًا لتنظيم مستويات السكر في الدم، يتساءل الكثيرون عن دوره في خفض الوزن. في هذه المقالة, سنجيب على هذا السؤال ونبين فوائد مساعد السكر للتنحيف.
ما هو علاج مساعد السكر؟
الميتفورمين (Metformin) أو ما يعرف باسم مساعد السكر هو دواء يستخدم أساسًا لعلاج مرض السكري من النوع الثاني، حيث يعمل دواء الميتفورمين على خفض مستوى السكر في الدم بعدة طرق. فهو يقلل من إنتاج الكبد للسكر، ويقلل من امتصاص الأمعاء للسكر، ويزيد من حساسية الجسم للأنسولين. بمعنى آخر، يساعد الميتفورمين الجسم على استعمال السكر بشكل أكثر فعالية ويخفض كمية السكر المتداولة في الدم مما يجعله دواءً فعالاً في علاج مرض السكري من النوع الثاني او في علاج مرحلة ما قبل السكري.
هل مساعد السكر ينحف؟
مساعد السكر الميتفورمين ليس دواء تنحيف رغم أنه قد يساعد في فقدان الوزن، إلا أنه لم يعتمد رسميًا كدواء للتنحيف من قبل هيئات الدواء.حتى الآن، لم تُصدر إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) موافقة رسمية على استخدام أدوية منظمات السكر كوسيلة للتنحيف. ومع ذلك، يمكن أن يصفها بعض الأطباء لعلاج زيادة الوزن أو السمنة، خاصة للمرضى المصابين بداء السكري من النوع الثاني أو في مرحلة ما قبل السكري، حيث تساعد حبوب مساعد السكر في تنظيم مستويات السكر وتقليل مقاومة الأنسولين.
على الرغم من الاعتقاد الشائع بفعالية هذه الأدوية في فقدان الوزن، إلا أنه لا توجد أدلة قوية تدعم ذلك. تناولت بعض الدراسات العلاقة بين استخدام هذه الأدوية وفقدان الوزن. على سبيل المثال، أظهرت دراسة نشرت في مجلة Obesity Research عام 2012 أن الميتفورمين ساعد النساء المصابات بالسمنة في تقليل السعرات الحرارية المستهلكة، مما أسفر عن فقدان الوزن لدى مرضى السكري من النوع الثاني، بفضل تأثيره في تقليل الشعور بالجوع.
من جهة أخرى، أكدت دراسة نُشرت في مجلة Diabetes Care عام 2012 أن الميتفورمين يعد دواءً فعالاً للوقاية من مرض السكري، ولكنه يحتاج إلى استخدام طويل الأمد (ما لا يقل عن عشر سنوات) لتحقيق نتائج ملحوظة في خسارة الوزن، مما يعني أنه ليس حلاً سريعاً. من الضروري أن يتبع المرضى نظاماً غذائياً صحياً ونمط حياة متوازن، حيث يسهم الميتفورمين في تقليل مقاومة الأنسولين.
كما يجب الحذر من أن فقدان الوزن قد يكون مؤقتاً، إذ يمكن أن يعود الوزن المفقود عند التوقف عن تناول الدواء.
ما هي فوائد مساعد السكر للتنحيف؟
اهم فوائد دواء مساعد السكر للتنحيف هي:
- تقليل كمية الجلوكوز الممتص من الطعام المهضوم: تعمل بعض الأدوية على تقليل امتصاص الجلوكوز من الأطعمة، مما يساعد على تنظيم مستويات السكر في الدم.
- إبطاء سرعة إفراغ الطعام المهضوم إلى مجرى الدم: يساعد إبطاء عملية الإفراغ على التحكم في زيادة مستويات السكر بعد الوجبات، مما يسهم في تقليل التقلبات في مستوى الجلوكوز.
- زيادة سرعة شعور الشخص بالشبع أثناء تناول الطعام: تسهم بعض الأدوية أو التغييرات الغذائية في تعزيز الشعور بالامتلاء، مما يقلل من كمية الطعام المستهلك.
- تقليل الشهية بشكل عام: تساعد بعض العوامل أو الأدوية على تقليل الرغبة في تناول الطعام، مما يسهم في فقدان الوزن.
- زيادة حساسية الأنسولين بشكل عام: تحسين حساسية الأنسولين يساهم في تعزيز قدرة الجسم على استخدام الجلوكوز بشكل أكثر فعالية، مما ينعكس إيجابياً على مستويات السكر في الدم.
ما هي اضرار استخدام مساعد السكر للتنحيف
1. الأضرار الشائعة:
- تعب جسدي وألم عضلي.
- إسهال أو إمساك.
- غازات ونفخة.
- التهاب في الجهاز التنفسي العلوي.
- هبوط مستوى السكر في الدم.
- ألم في البطن.
- انخفاض مستويات فيتامين ب12.
- غثيان وقيء.
- حرقة وألم في المعدة.
- ضيق في التنفس.
2. الأضرار الأقل شيوعًا:
- قلق وتوتر.
- تشويش في الرؤية.
- عدم راحة في الصدر.
- تسرع وعدم انتظام نبض القلب.
- شحوب البشرة والاكتئاب.
- دوار ودوخة.
- تزايد في الجوع.
3. الأضرار النادرة:
- صعوبة في التركيز.
- فقدان الطاقة.
- شعور غير عادي بالنعاس.
هل استخدام منظم السكر للتنحيف امن؟
يعتبر منظم السكر الميتفورمين آمناً للاستخدام على المدى الطويل، حيث إنه لا يؤدي إلى زيادة الوزن وقد يساعد في فقدان بعض الكيلوغرامات. بالإضافة إلى ذلك، يسهم في الحفاظ على مستويات الكوليسترول ضمن الحدود الصحية. ولكن من المهم أن يقوم الطبيب بفحص وظائف الكلى لديك مرة واحدة على الأقل سنوياً لضمان سلامتك.
ختاما, فقدان الوزن باستخدام مساعد السكر الميتفورمين ليس مضمونًا للجميع, حيث تختلف فاعلية الدواء من شخص لآخر، وقد لا يؤدي إلى فقدان وزن كبير لدى البعض. لذا، يجب أن تكون التوقعات واقعية بشأن النتائج. للحصول على أفضل النتائج في خسارة الوزن، من الضروري الالتزام بنمط حياة صحي وعادات غذائية متوازنة وعدم تناول أدوية التنحيف دون استشارة طبية، لأن كل مريض يحتاج إلى خطة علاجية ملائمة تناسب حالته الفردية. فقدان الوزن التدريجي هو الأصح والأكثر استدامة وينبغي تجنب توقع نتائج سريعة، حيث قد يستغرق الأمر عامًا أو عامين لرؤية فرق ملحوظ في الوزن. تعتبر هذه الطريقة أكثر استدامة وصحة على المدى الطويل.