سبعة طرق في علاج مقاومة الانسولين بشكل فعال وسريع

متلازمة مقاومة الانسولين لا تتعلق فقط بمرض السكري، وإنما ترتبط ايضا بزيادة مخاطر الإصابة بامراض القلب, ارتفاع ضغط الدم السمنة, زيادة خطر الاصابة بالسرطان والاصابة بالخرف. لذلك بات من المهم اكتشاف حالة مقاومه الإنسولين بشكل مبكر من اجل اتخاذ الاجراءات الصحية وتجنب حدوث المضاعفات. في هذه المقالة سوف استعرض لكم علامات واعراض مقاومة الأنسولين المبكرة التي تساعد على اكتشافها و سبعة طرق في علاج مقاومة الانسولين.

ماهي مقاومة الانسولين؟

مقاومة ألانسولين هي حالة عدم استجابة خلايا جسم الانسان لهرمون الانسولين مما يتسبب بارتفاع مستويات السكر (الغلوكوز) في مجرى الدم عن المستويات الطبيعية. في الحالة الطبيعية, وبعد تناول الطعام, يقوم هرمون الانسولين (الذي يفرز من البنكرياس) بادخال السكر الى الخلايا في جميع انحاء الجسم بحيث يتحول السكر الى طاقة تستفاد منها الخلايا في اداء وظيفتها. اما في حالة مقاومة الأنسولين, تصبح قابلية الانسولين على ادخال السكر الى الخلايا اقل, مما يتسبب بارتفاع تدريجي بمستوى السكر (مرحلة ما قبل السكر) وصولا الى تطور الحالة الى مرض السكري من النوع الثاني.

ماهي اعراض مقاومة الانسولين؟

اغلب الاحيان لا يمكن للشخص ان يعرف ان لديه حالة مقاومه الانسولين من خلال الاحساس باعراض معينة, ولكن يمكن خلال اجراء فحص مستوى السكر والسكر التراكمي في الدم بشكل دوري ان تكتشف حالة مقاومة الانسولين بشكل مبكر جدا مما تساعد في البدء بالعلاج قبل تحولها الى مرض السكر من النوع الثاني. في ذات الوقت, هناك مجموعة من العلامات التي ينبغي الانتباه لها لانها تدل على حدوث مقاومة الإنسولين. اهم علامات وأعراض مقاومة الإنسولين عند النساء والرجال تشمل:

اولا: ازدياد محيط الخصر عند النساء والرجال

كلما كان محيط خصرك أكبر ، كلما زاد احتمال تعرضك لمقاومة الأنسولين. ولكن كيف اعرف مقاومه الانسولين من محيط الخصر؟ الموضوع بسيط جدا ويمكنك ان تتاكد منه الان, حيث يمكنك استعمال شريط القياس لتحديد محيط الخصر, فاذا كان محيط الخصر عند النساء اكبر من من 90 سم (36 بوصة) او محيط الخصر عند الرجال اكبر من 80 سم (32 بوصة) فهذا يدل على انك في حالة مقاومه الانسولين.

ثانيا: ازدياد في قراءات ضغط الدم

فعلى الرغم من ان مستوى الضغط العالي الطبيعي يتراوح بين 100 – 140 ومستوى الضغط المنخفض الطبيعي يتراوح بين 60 – 90, ولكن اذا وجدت ان الضغط 80/130 أو أعلى فهذه علامة ثانية على انك قي حالة مقاومة الانسولين.

ثالثا: ارتفاع مستوى السكر الصائم عن 100 ملليغرام/ ديسيلتر

مستوى السكر الصائم الطبيعي يجب ان يكون اقل من 100. ولكن اذا وجدته خلال قياس السكر الدوري باستعمال اجهزة قياس السكر المنزلية يتراوح بين 100 و 126, فهذا يدل على ان الانسولين في الجسم قلت كفائته في خفض السكر للمستويات الطبيعية وانك الان في مرحلة مقاومه الانسولين.

رابعا: ارتفاع في مستوى الدهون الثلاثية

ارتفاع مستوى الدهون الثلاثية اكثر من 150 ملليغرام/ ديسيلتر بعد صيام 12 ساعة تدل على وجود حالة مقاومة انسولين في الجسم. الحالة الطبيعية يجب ان تكون الدهون الثلاثية اقل من 150 ملليغرام/ ديسيلتر بعد صيام 12 ساعة متواصلة.

خامسا: انخفاض مستوى الدهون الصحية او الحميدة

انخفاض مستوى الدهون الصحية HDL اقل من من 40 ملليغرام/ ديسيلتر عند الرجال، وأقل من 50 ملليغرام/ ديسيلتر عند النساء. كل ما كان مستوى الدهون الصحية اكثر من 40 للرجال او 50 للنساء كلما كان افضل. لكن عند انخفاضها عن هذه المستويات فهذا يدل على على كون الشخص في حالة مقاومة الانسولين.

سادسا: ظهور بقع من الجلد الداكن المخملي

ظهور بقع من الجلد الداكن المخملي خاصة في منطقة الرقبة, تحت الابط, وفي طيات البطن. تطلق عليها تسمية الشواك الاسود, وتعد من علامات او أعراض مقاومة الأنسولين الشائعة في الجلد والتي غالبا ما تثير الانتباه.

سابعا: ظهور زوائد جلدية  صغيرة في الجلد

ظهور زوائد جلدية صغيرة خاصة في منطقة الرقبة هي احدى علامات و اعراض مقاومة الجسم للانسولين في الجلد.

أقرأ ايضا: هل تحليل السكر التراكمي يحتاج صيام؟

اقرأ أيضا: ما هو تحليل السكر التراكمي؟ وما هو معدل السكر التراكمي الطبيعي؟

أقرأ ايضا: علاج السكر التراكمي نهائيا بسبعة خطوات اساسية

أقرأ ايضا: هل تحليل السكر التراكمي يظهر مقاومة الانسولين

ما هو علاج مقاومة الانسولين؟

هنالك مجموعة من الخطوات التي يمكن اتباعها في المنزل والتي ستساهم بشكل كبير في تغيير نمط حياتك وادخال بعض العادات الصحية في روتينك اليومي مما ستساهم بشكل كبير في علاج مقاومة الإنسولين. اهم هذه الخطوات:

اولا: النوم بشكل جيد

يجب ان تنام على الاقل من 6 الى 8 ساعات يوميا ليلا. اهم اضرار قلة النوم هي زيادة مقاومة الانسولين, زيادة فرصة حدوث مرض السكري من النوع الثاني, الاصابة بامراض القلب و زيادة خطر الاصابة بالالتهابات والعدوى.حيث وجد ان النوم لمدة 4 ساعات فقط في ليله واحدة قللت من حساسية الأنسولين والقدرة على تنظيم نسبة السكر في الدم بشكل ملحوظ، مقارنة بالحصول على 8 ساعات من النوم. لذلك اول خطوة في علاج مقاومة الانسولين هي اخذ قسط كافي من النوم.

ثانيا: التمارين الرياضية

إن ممارسة الرياضة بشكل منتظم هي واحدة من افضل الطرق لعلاج مقاومة الجسم للأنسولين. حيث تساعد التمارين الرياضية على زيادة استهلاك السكر في العضلات, مما يزيد من حساسية الجسم للأنسولين لمدة تصل إلى 48 ساعة اعتمادا على نوع التمرين المستخدم. انا افضل دائما الجمع بين تمارين المقاومة (تمارين ضغط الصدر, رفع الاثقال الخفيفة, تمارين سحب الدمبلز) والتمارين الهوائية (المشي, الهرولة, السباحة, ركوب الدراجة الهوائية, القفز على الحبل و الزومبا) لتحقيق افضل النتائج عند علاج مقاومة الأنسولين في المنزل.

ثالثا: تقليل التوتر

حيث يحفز التوتر, الاجهاد والقلق على إنتاج هرمونات الكورتيزول والجلوكاجون، والتي تعمل على زيادة افراز السكر المخزون في الكبد، مما يتسبب بزيادة نسبة السكر في الدم. هذا من جانب, اما الجانب الاخر فتعمل هذه الهرمونات على معاكسة عمل هرمون الانسولين فتؤدي الى زيادة مقاومة الجسم للأنسولين. لذلك بات من الضروي العمل على خفض مستويات التوتر عن طريق ممارسة بعض الأنشطة مثل التأمل واليوغا لتقليل التوتر والمساعدة في علاج مقاومة الأنسولين.

رابعا: إنقاص الوزن الزائد

أن زيادة الدهون والوزن بالجسم، وخاصة في منطقة البطن، تقلل بشكل كبير من حساسية الأنسولين، وتزيد من خطر التعرض للاصابة بمرض السكري من النوع الثاني. لذلك فان خسارة دهون منطقة البطن يساعد في إن انقاص الوزن وبالتالي المساهمة في علاج حالة مقاومة الأنسولين في الجسم. اذا كنت ترغب في خسارة الوزن بشكل صحي يمكنك الاطلاع على ستة نصائح بسيطة للحصول على الوزن المثالي للرجال والنساء و الاطلاع ايضا على اهم اسباب عدم نزول الوزن رغم قلة الاكل والرياضة.

خامسا: تغيير العادات الغذائية

إن نوعية الطعام التي يتم تناولها، تلعب دوراً كبيرا في زيادة او تقليل حساسية الجسم للأنسولين. لذلك من الضروري الاكثار من الاطعمة التي لا ترفع مستوى السكر بشكل كبير وبالتالي تقلل من افراز الانسولين و مقاومة الأنسولين. لذلك من الضروري الحرص على زيادة الاكلات التالية من ضمن نظام غذائى متوازن:

تناول الألياف الغذائية القابلة للذوبان

ان زيادة تناول الألياف الغذائية القابلة للذوبان يعود بفوائد صحية عديدة للجسم، أحدها زيادة حساسية الخلايا للأنسولين. وثانيا تغذية البكتيريا النافعة في الأمعاء، والتي تلعب دوراً كذلك في زيادة حساسية الأنسولين. اهم الأطعمة الغنية بالألياف القابلة للذوبان هي البقوليات، ودقيق الشوفان، وبذور الكتان، والخضروات مثل البروكلي، والفواكه مثل البرتقال.

تناول الفاكهة والخضروات الملونة

ان الفواكه والخضروات الملونة غنية بمضادات الاكسدة. حيث وجد ان زيادة تناول الاكلات الغنية بمضادات الأكسدة تزيد بشكل كبير من حساسية الأنسولين. إلا انه ينصح بعدم الاكثار من تناول الفاكهة؛ لأن بعض الانواع تحتوي على كمية عالية من السكر، ويكتفى بثمرة او اثنتين فقط في الحصة الواحدة. وتؤخذ من حصتين الى ثلاثة في اليوم الواحد.

التقليل من الكربوهيدرات

تعمل الاكلات التي تحتوي على نسبة عالية من الكربوهيدرات على ارتفاع نسبة السكر في الدم بشكل كبير وسريع؛ مما يزيد الضغط على البنكرياس لإفراز المزيد من الأنسولين لإزالة السكر الزائد، وهذه العملية تؤدي تدريجيا الى تقليل حساسية الخلايا للأنسولين. وللتعامل مع هذه المشكلة, اليك هذه الخطوات التي يمكن اتباعها لتقليل محتوى الكاربوهيدرات في طعامك:

• تناول الكربوهيدرات ذات المؤشر الجلايسيمي المنخفض: يفضل عند اختيار الكربوهيدرات في النظام الغذائي، تناول الأنواع ذات المؤشر الجلايسيمي المنخفض، والتي تعمل على تحرير السكر في الدم ببطء؛ مما يمنح الأنسولين مزيداً من الوقت للعمل بكفاءة. ومن اهم مصادر الكربوهيدرات ذات المؤشر الجلايسيمي المنخفض هي البطاطا الحلوة، والأرز البني ودقيق الشوفان.
• التقليل من السكريات المضافة: تحتوي معظم الأطعمة الجاهزة، مثل المشروبات الغازية والحلويات، على نسبة عالية من السكريات الصناعية المضافة، وهي السكريات التي تحتوي على نسبة عالية من الفركتوز مثل شراب الذرة عالي الفركتوز، وسكر المائدة. وبالتالي أن تناول كميات كبيرة من الفركتوز يعمل على زيادة مقاومة الأنسولين، وانخفاض حساسية الخلايا له.

تناول الثوم

الثوم يحتوي على خصائص مضادة للأكسدة تزيد من حساسية الأنسولين وبالتالي تناول الثوم يعمل على علاج مقاومة الانسولين.

تناول خل التفاح

ان تناول خل التفاح مع الاكل يزيد من حساسية الأنسولين. حيث يعمل خل التفاح على ابطاء عملية هضم الطعام في المعدة, تقليل نسبة السكر في الدم، وتحسين فعالية الأنسولين.

سادسا: استخدام المكملات الغذائية التي تقلل من مقاومة الانسولين

تزود المكملات الغذائية الجسم بمجموعة من العناصر التي تحفز عملية التمثيل الغذائي وتحسين حساسية الانسولين وبالتالي تقلل من مقاومة الانسولين. المكملات التي تحتوي على مستخلص اوراق الزيتون و الكروم مفيدة جدا. حيث ان الكروم واوراق الزيتون تعملان على تنظيم مستوى السكر في الدم وتقليل مقاومة الانسولين لدى مرضى السكري من النوع الثاني او الاشخاص الذي يعانون من مقاومة الانسولين او اعراض تكيس المبايض وذلك عن طريق تحسين حساسية الخلايا للانسولين وتنظيم استجابة الانسولين فيي الجسم. لذلك اضافة مستخلص اوراق الزيتون او الكروم الى برنامجك الغذائي سيعزز بشكل كبير من تقليل مقاومة الانسولين وخفض الوزن الزائد.

سابعا: استخدام مساعد السكر ميتفورمين

حيث يلعب مساعد السكر الميتفورمين دورا كبيرا في:

• تقليل امتصاص السكريات من الجهاز الهضمي.
• زيادة حساسية الخلايا للانسولين في العضلات والكبد.
• تقليل انتاج الكبد للجلوكوز.
• زيادة استهلاك العضلات للجلوكوز.

وفي الختام, مقاومة الانسولين مشكلة متعددة الابعاد, تؤدي الى ارتفاع نسبة الدهون في الدم, ارتفاع مستوى السكر وزيادة الوزن. بالتالي تزيد خطر الاصابة بامراض القلب (الجلطة القلبية), ارتفاع ضغط الدم, الجلطة الدماغية ومرض السكري من النوع الثاني. لذلك من الضروري الانتباه الى اعراض مقاومه الانسولين في المراحل الاولى واتخاذ الاجراءات التي ذكرتها لكم لتفادي كل هذه الامراض. في نهاية المقالة ارغب بسماع ارائكم واستفساراتكم عن موضوع مقاومة الانسولين. شارك المقالة مع اصدقائك لزيادة الوعي عن مخاطر مقاومة الانسولين