سكر ستيفيانا هل هو صحي لمرضى السكر! اكتشف الحقيقة

يُعدّ مرض السكري من أكثر الأمراض المزمنة شيوعًا، حيث يُعاني الملايين حول العالم من ارتفاع مستويات السكر في الدم. ويواجه مرضى السكري تحديًا خاصًا في التحكم بكمية السكر المُتناولة، خاصةً مع رغبةٍ فطرية في الاستمتاع بالحلاوة. ولذلك، برز سكر ستيفيانا كبديلٍ طبيعيٍّ للسكر، حاملاً معه وعودًا بطعم حلو خالي من السعرات الحرارية ولا يرفع مستوى السكر في الدم. فهل يمكن استخدام سكر ستيفيانا لمرضى السكر, وهل يخلو من أيّ مخاطر؟

ما هي مكونات سكر ستيفيانا؟

يتكون سكر ستيفيانا، المعروف أيضًا باسم ستيفيا، من مركباتٍ طبيعيةٍ تُسمى جليكوسيدات ستيفيول، وهي أوراق نبات ستيفيا ريبوديانا (Stevia rebaudiana). تتميز هذه المركبات بحلاوتها الشديدة، التي تفوق حلاوة السكر العادي بـ200-300 مرة، بينما لا تحتوي على أيّ سعرات حرارية.

ما هي فوائد سكر ستيفيانا؟

لسكر ستيفيانا العديد من الفوائد، خاصةً لمرضى السكري، نذكر منها:

1. التحكم بمستوى السكر في الدم

أظهرت الدراسات أن سكر ستيفيانا لا يُسبب ارتفاعًا في مستوى السكر في الدم عند تناوله، مما يجعله خيارًا آمنًا لمرضى السكري. في دراسة نشرت في مجلة Diabetes Care عام 2009 أجريت على 24 مريضًا من مرضى السكري من النوع الثاني, مجموعة منهم تناولت سكر ستيفيانا و مجموعة ثانية تناولت سكرًا عاديًا مع قهوتهم لمدة 8 أسابيع. أظهرت النتائج أنّ مستوى السكر في الدم بعد الأكل انخفض بشكلٍ كبيرٍ لدى المجموعة التي تناولت سكر ستيفيانا مقارنة مع المجموعة التي تناولت سكر عادي دون أيّ تأثيرٍ على إفراز الأنسولين.

2. تعزيز إنقاص الوزن

لكون سكر ستيفيانا خاليًا من السعرات الحرارية، يُساعد سكر ستيفيانا على التحكم في الشهية وخفض السعرات الحرارية المتناولة، مما يُساهم في إنقاص الوزن. في دراسة نشرت في مجلة Appetite عام 2014 أجريت على 50 مريضًا من مرضى السكري من النوع الثاني, مجموعة منهم تناولت سكر ستيفيانا و مجموعة ثانية تناولت سكرًا عاديًا مع وجباتهم لمدة 12 أسبوعًا. أظهرت النتائج أنّ المجموعة التي تناولت سكر ستيفيانا فقدت وزنًا أكبر بشكلٍ ملحوظٍ مقارنةً بالمجموعة التي تناولت سكرًا عاديًا.

3. خفض ضغط الدم والدهون الثلاثية

أظهرت بعض الدراسات أنّ سكر ستيفيانا قد يُساعد على تحسين صحة القلب لدى مرضى السكري من خلال خفض ضغط الدم والدهون الثلاثية. دراسة نشرت في مجلة Hypertension عام 2007 أجريت على 30 مريضًا من مرضى السكري من النوع الثاني, مجموعة منهم تناولت سكر ستيفيانا ومجموعة ثانية تناولت سكرًا عاديًا لمدة 8 أسابيع. أظهرت النتائج أنّ ضغط الدم انخفض بشكلٍ ملحوظٍ لدى المجموعة التي تناولت سكر ستيفيانا من دون أيّ تأثيرٍ على مستوى السكر في الدم.

4. تعزيز صحة الفم

أظهرت بعض الدراسات أنّ سكر ستيفيانا قد يُساعد على تحسين صحة الفم من خلال منع نمو البكتيريا المسببة لتسوس الأسنان وأمراض اللثة. دراسة نشرت في مجلة Caries Research عام 2009 أظهرت أنّ سكر ستيفيانا يُثبط نمو البكتيريا المسببة لتسوس الأسنان بشكلٍ أكثر فعاليةً من السكر العادي.

5. مضاد للأكسدة

يُعدّ سكر ستيفيانا غنيًا بمضادات الأكسدة التي تُحارب الجذور الحرة وتُحمي الخلايا من التلف. دراسة نشرت في مجلة Food Chemistry عام 2012 أظهرت الدراسة أنّ سكر ستيفيانا يحتوي على تركيزات عالية من مضادات الأكسدة، مثل ستيفول وربيوستيفول، التي تُساعد على حماية الجسم من تلف الخلايا الناجم عن الجذور الحرة، مما قد يُقلّل من خطر الإصابة بأمراض القلب والسرطان وأمراض أخرى.

6. تحسين حساسية الأنسولين

أشارت بعض الدراسات إلى أنّ سكر ستيفيانا قد يُساعد على تحسين حساسية الأنسولين لدى مرضى السكري،
مما يُساهم في التحكم بشكلٍ أفضل بمستوى السكر في الدم. دراسة نشرت في مجلة Metabolism عام 2011
أجريت على 20 مريضًا من مرضى السكري من النوع الثاني ممن تناولوا سكر ستيفيانا أو سكرًا عاديًا مع وجبة الإفطار لمدة 4 أسابيع.
أظهرت النتائج أنّ حساسية الأنسولين تحسنت بشكلٍ ملحوظٍ لدى المجموعة التي تناولت سكر ستيفيانا وانخفاض بمستوى السكر في الدم بعد الأكل.

7. فوائد أخرى

أشارت بعض الدراسات إلى أنّ سكر ستيفيانا قد يُقدم فوائدًا إضافيةً لمرضى السكري، مثل:

تحسين وظائف الكلى
تعزيز صحة الجهاز الهضمي
تقوية جهاز المناعة

ما هي أضرار سكر ستيفيانا؟

بشكلٍ عام، يُعدّ سكر ستيفيانا آمنًا لمعظم الناس. ومع ذلك، قد يُسبب بعض الآثار الجانبية الخفيفة، مثل:

انتفاخ البطن: قد يُعاني بعض الأشخاص من الانتفاخ والغازات عند تناول كميات كبيرة من سكر ستيفيانا.
الإسهال: في حالاتٍ نادرة، قد يُسبب سكر ستيفيانا الإسهال.
الحساسية: قد يُسبب سكر ستيفيانا ردود فعلٍ تحسسيةٍ لدى بعض الأشخاص الذين يُعانون من حساسيةٍ للنباتات من عائلة Compositae.

هل سكر ستيفيانا يرفع السكر؟

لا يُسبب سكر ستيفيانا ارتفاعًا في مستوى السكر في الدم، وذلك لخلوّه من الكربوهيدرات والسعرات الحرارية. أظهرت دراساتٌ علميةٌ متعددةٌ أن سكر ستيفيانا لا يُؤثّر على إفراز الأنسولين أو امتصاص الجلوكوز في الدم، مما يجعله خيارًا آمنًا لمرضى السكري.

سكر ستيفيانا هل هو صحي؟

بشكلٍ عام، يُعدّ سكر ستيفيانا بديلًا صحيًا للسكر العادي، خاصةً لمرضى السكري. يُمكن استخدامه لتحلية المشروبات والمأكولات دون إضافة سعرات حرارية أو رفع مستوى السكر في الدم. ومع ذلك، من المهمّ استهلاكه باعتدال، حيث أنّ بعض الدراسات أشارت إلى أنّ الكميات الكبيرة قد تُسبب بعض الآثار الجانبية الخفيفة، مثل الانتفاخ والإسهال.

ما هو الفرق بين سكر ستيفيانا وستيفيا؟

لا يوجد فرقٌ بين سكر ستيفيانا وستيفيا. فكلاهما يُشير إلى نفس المادة المُستخرجة من نبات ستيفيا ريبوديانا. يُستخدم مصطلح سكر ستيفيانا للتعبير عن الشكل المُكرّر والمُعالج من نبات ستيفيا، بينما يُستخدم مصطلح ستيفيا للتعبير عن النبتة بحدّ ذاتها أو أوراقها المجففة.

ختاما, يمكن استخدام سكر ستيفيانا لمرضى السكر بشكل امن ويعد بديلًا طبيعيًا وصحيا للسكر العادي, حيث لا يُسبب ارتفاعًا في مستوى السكر في الدم ولا يحتوي على أيّ سعرات حرارية. ومع ذلك، من المهمّ استهلاكه لتحقيق أفضل النتائج. مع اتباع نظامٍ غذائيٍّ صحيٍّ وممارسة الرياضة بانتظام، يُمكن لمرضى السكري العيش حياةٍ صحيةٍ ونشيطة.